الصوم زمن لترميم الذات ، وتنشئتها ، لاستعادة الانسان صورتَه التي خلقها الله “على صورته ومثاله”.
الصوم ليس صوماً عن الطعام فحسب ، بل عن ارتكاب الخطيئة.
إنه زمن التوبة من خلال ما يوفره من مناخ نفسي وروحي.
التوبة دعوة الى الدخول في العهد الجديد ، ومنطقه ، وافساح المجال للروح القدس ليملأنا ، ويغيّرنا من الداخل ، فتتغير نظرتُنا وأسلوبُ حياتنا.
التوبة تعزز ارتباطنا بالله ، وببعضنا البعض بصدق في السعي للانتعاش الروحيّ والانساني والكنسي ، والعمل معا بشجاعة في اشاعة ثقافة الحياة والاخوة والسلام والعيش المشترك بوئام ، لإنهاض المجتمع وتحقيق الاستقرار واحترام كرامة الإنسان وحريته.
الصوم زمن قوي للاعتراف بخطايانا البشعة ، والتخلي عن العادات السيئة ، ونزع جذور الانانية واللامبالاة والكراهية والعنف ، والرياء والتشهير والنفاق ، والسعي وراء المتعة ، والاستسلام لها ، والرغبة في الجشع ، حتى بطرق محرمة ، والسيطرة على مقدرات الاخرين واستغلالهم ، للتحول إلى صدق الإخلاص واستقامة الأخلاق.
الصوم هو بمثابة غسل شامل للذات كما نفعل لمركباتنا ! ولنا في ذلك أمثلة في الإنجيل مع زكا العشار والمجدلية.
الصوم زمن لتطبيق وصيّة المحبة والرحمة.
وقد فضل يسوع المسيح الرحمة على الذبيحة ، ذلك برفع الجدران التي تفصلنا عن الاخرين ، والعطاء السخي لمساعدة الاخوة المحتاجين كما جاء في توصيات النبي أشعيا :
“أَلَيسَ الصَّومُ الَّذي فَضَّلتُه هو هذا: حَلُّ قُيودِ الشَّرِّ وفَكُّ رُبُطِ النِّير وإِطْلاقُ المَسْحوقينَ أَحْراراً وتَحْطيمُ كُلِّ نير ؟ أَلَيسَ هو أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ وإذا رَأَيتَ العُرْيانَ أن تَكسُوَه وأَن لا تَتَوارى عن لَحمِكَ” (أشعيا ٥٨ / ٦-٧).