HTML مخصص
14 Mar
14Mar

يدعونا الله في زمن الصوم المليء بالأصوام والصلوات والتقشفات وسماع كلام الحياة لنرجع إليه. 


فهو ينتظرنا بمحبّة الأب السماوي الـقـُدُّوس، كما انتظر الأب إبنه الضال واستقبله عند رجوعه بذراعين مفتوحين ، وبقبلات الحبّ ، وبوليمة الفرح.

فلا نسقطنّ في تجربة التأجيل ، غداً أصوم ، غداً أتوب ، غداً أعمل كذا ، وكذا ، وتقوم ثاني يوم وقد فات القِطار عليك ، يا بُنيّ إسرع ما زلنا في بداية الصوم خُذ قرارك الآن ولا تفوّتها.

فدعوة الله ملحّة لخلاصنا وسعادتنا الحقيقيّة.

لا يكفي هذا الرجوع بالكلام والنيّة والتمنّي والوعد. 

فلا رجوع إلّا بالفعل.

بدأنا رجوعنا يوم قبلنا وسم الصليب بالرماد على جباهنا في صباح اليوم الأوّل من الصوم الكبير ، المعروف بإثنين الرماد. 

بهذه العلامة أقرّينا "أنّنا تراب وإلى التراب نعود".

أقرّينا أنّنا ضعفاء وسريعو العطب ، وأنّنا بحاجة إلى أن يحيينا الله بروحه القدّوس معطي الحياة ، ويجدّد خلقنا ، مثلما فعل في الخلق الأوّل إذ "جبل الربّ الإله الإنسان ترابًا من الأرض ، ونفخ في أنفه نسمة حياة" (تكوين  ٢ / ٧ ).

عندما نتصالح مع الله في سرّ التوبة ، نتذوّق قيمة المغفرة والمصالحة ، ونشعر أنّنا بحاجة إلى المصالحة مع الآخرين.


إن لم تغفروا للناس ، فأبوكم أيضًا لا يغفر لكم زلّاتكم".

هؤلاء الإخوة هم بحاجة إلى مصالحة ، إلى مصالحتنا من خلال مساعدتهم الماديّة والروحيّة والأخلاقيّة والمعنويّة. 

نصالح الجائع عندما نوفّر له الطعام والسبل لكسبه بعرق جبينه من أجل كرامته. 


نصالح العطشان عندما نوفّر له الماء والسوائل.

وعندما نؤمّن له ما يروي ظمأه الروحيّ إلى سماع كلمة الله. 

نصالح العريان عندما نوفّر له الثوب والأثاث.

وعندما نحمي صيته وكرامته. 

نصالح المريض عندما نزوره ونساعده على اقتناء الأدوية.  

نصالح الغريب عندما نستقبله، وأيضًا عندما يشعر أنّه غريب في بيته وعائلته والمجتمع فنحادثه ونقاربه ونحلّ العقد التي يعاني منها.

نصالح السجين الموقوف وراء القضبان عندما نزوره ، ونستمع إليه، ونصغي لحاجاته ونعتني بتوفيرها . آمــــــــــــين. 



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.