HTML مخصص
16 Apr
16Apr

في خميس الأسرار ، يتوافد المؤمنون إلى الكنائس للمشاركة في رتبة الغسل وللصلاة أمام القربان الّذي ، في يوم العشاء السرّي ، منحه الربّ لنا زوّادةً ومصدر قوّة لمواجهة صعوبات المسيرة نحو الأبديّة !

في مثل هذا اليوم ، نستذكر محبّة الله لنا من خلال الأسرار وخاصةً سريّ الكهنوت  والإفخارستيا اللذين وُلِدا في مثل هذه الليلة !.

- في هذه الليلة ، كلٌّ منّا مدعوٌّ أن يضع أمام القربان الّذي سنسجد أمامه اليوم همومه وكلّ ما يشغله في دنياه عن ربّه وحتّى عن ذاته... وليستعد كلّ منّا روحه ويرفعها مع الصلوات إلى الله كي يملأها من فيض حبّه وحضوره وحنانه...يُمارَس السجود خارج  إطار الاحتفال الإفخارستيّ ؟
يؤكّد البابا بنديكتوس السادس عشر على أنّ هناك فائدة كبرى لكرازة ملائمة تشرح للمؤمنين أهميّة فعل العبادة الَّذي يسمح بعيش الاحتفال الليتورجيّ ذاته بعمق أكبر وثمار أغزر.

وبحسب الإمكانيّات ، وخاصّة في المناطق المكتظّة بالناس ، يَحسُن أن يُحافظ على السجود الدائم في بعض الكنائس والمصلّيات.

كما ينصح أن يُنشَّئ الأولاد ، خاصّة في زمن الإعداد للقربانة الأولى ، في التربية الكرازيّة ، على معنى وجمال وجودهم برفقة يسوع وذلك بتربيتهم على الإعجاب بحضوره الإفخارستيّ : أدعو كلّ مؤمن إلى أن يجد وقتاً  يقضيه بالصلاة أمام سرّ المذبح ، وعليكم  أنّ تكرّسوا أوقات عبادة جماعيّة ، أو فرديّة.

يوم خميس الأسرار، يحمل المحتفل ما تبقّى من قربان في حقّة على رأسه ، كما في يوم سيامته الكهنوتيّة ، وينقله من المذبح الكبير الَّذي يرمز إلى مائدة العشاء السرّي في العلّيّة إلى جهة الجنوب دلالة على خروج يسوع من القدس إلى جبل الزيتون ، أو إلى مكان آخر معدّ له يرمز إلى بستان الزيتون. 

يوم خميس الجسد ، ومع أنّ العيد غربيّ المصدر ، إلاّ أنّه دخل إلى كنيستنا الشرقيّة مع الآباء المُرسَلين في القرن السادس عشر.

يُطاف في القربان خارج الكنيسة قبل العودة به إلى المذبح.

هذا الزيّاح بحدّ ذاته ليس بغريب عن تقليدنا المارونيّ العريق ، بالنسبة إلى المؤمنين ، فهم مُلزمون بارتداء "ثياب العرس" اللائقة ، لأنّهم مدعوّون إلى وليمة ، وإلى لقاء حيّ مع ملك الملوك.

لباس المذبح يختلف عن لباس المسبح.

أنّ الرّبّ يسوع هو كلمة الآب السّماويّ المتجسّد من مريم العذراء ، كما ستكرّرون في قانون الإيمان.

ونحن نصلّي دائمًا سائلين الرّبّ أن يقوّي إيماننا ويثبّتنا رغم كلّ التّحدّيات والصّعوبات التي نعيشها ، ونحن ندرك تمامًا المصاعب والمعاناة التي تعيشونها أنتم ، والتي يعيشها الشّعب اللّبنانيّ واللّاجئون ، وعليكم ألّا تنسوا أنّ الرّبّ يسوع لن يترككم أبدًا ، إذ هو وعدَنا أن يبقى معنا حتّى نهاية العالم. آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.