HTML مخصص
11 Apr
11Apr

بعد أن وصل بنا قطار الصوم الأربعيني إلى المحطة الأخيرة ، أي جمعة ختام الصوم.

إنها رحلة الدخول إلى الذات وإعادة ترتيب حياتنا وعلاقاتنا وأولوياتنا على ضوء كلمة الله ومرافقة الروح القدس.

رحلة توبة ومصالحة ، وأخيرًا شفاء بقبول سّر مسحة المرضى ومشاركتنا سّر الإفخارستيا مصدر حياة جديدة في المسيح. 

رحلة شخصية وجماعية، تعبر بنا من أرض العبودية إلى أرض الموعد حيث حرية أبناء الله. 

هذه الرحلة خاضها شعب الله في العهد القديم ، خاضها يسوع في البرية ، ونحن معه ، كنموذج لنا وليرافقنا في رحلتنا ككنيسته ، عبر التاريخ ، الذي هو رأسها وهي في الوقت نفسه جسده.

هكذا نشاركه رحلته وبدوره يشاركنا رحلتنا فنعرفه عن قرب ونختبر قُوَّةَ قِيامتِه والمُشارَكَةَ في آلامِه ، لعلّنا نبلغ القيامة من بين الأموات”.

مَن آمن بي وإن مات  فسيحيا ، قال الرب  لموسى لستُ إله أموات بل إله أحياء.

أنا إله إبراهيم وإسحق ويعقوب ، لأن الجميع عنده أحياء (متى  ٢٢ / ٣٢ ).

آمنوا ، إذن ، وحتى لو كنتم أمواتاً فستحيون.

أما إن لم تؤمنوا فحتى في حياتكم فأنتم أموا.

ولنذكر برهاناً على ذلك أنَّ واحداً أراد مرة أن يتبع المسيح ، لكنه قال له :  "ائذن لي أن أمضي أولاً وأدفن أبي.. فقال له يسوع : اتبعني ، ودَع الموتى يدفنون موتاهم".

كان هناك ميتٌ ينبغي أن يُدفن ، وكان هناك أيضاً أموات يدفنون الميت : كان الأول ميتاً بالجسد ، والآخرون بالروح.

وكيف تموت الروح ؟ حينما ينقصها الإيمان.

وكيف يموت الجسد ؟  ، حينما تنقصه الروح.

إذن ، فحياة الروح هي الإيمان.

يقول المسيح : "مَن آمن بي" ، فحتى لو كان ميتاً بالجسد ، سيحيا بالروح ؛ حتى يقوم الجسد أيضاً ثانية لكي لا يموت بعد أبداً.

هذا هو  "مَن آمن بي" ،  فرغم موته سيحيا.

و" كل مَن كان حيّاً (بالجسد)، وآمن بي" ، فرغم أنه سيموت يوماً ما موت الجسد " فلن يموت إلى الأبد " ، من أجل حياة الروح وخلود القيامة.

هذا هو معنى كلمات الرب هذه :
"أتؤمنين بهذا ؟ قالت له : نعم، يا سيد.
أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله الآتي إلى العالم".

حينما أُومِن بذلك أومِن بأنك أنت هو القيامة ، وأنت هو الحياة : 

أومن أن مَن يؤمن بك ، فرغم أنه يموت سيحيا ؛ وكل مَن يحيا ويؤمن بك لن يموت أبداً... "  إني لم آتِ لأدعو أبراراً ، بل خطاة إلى التوبة" ، (متى ٩ / ١٣ ).

و "حيث كثرت الخطية ، فاضت النعمة جداً " ، ( ماربولس إلى أهلِ روما ٥ / ٢٠ ). آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.